بسم الله الرحمان الرحيم
رمضان مبارك سعيد يدخل عليكم بالصحة و العافية للاعضاء المحترمين
صراحة لم اقوى عن الصوم الطويل و الصبر على العطش و الظمأ لمدة طويلة مثل هده الايام الروحانية و المباركة
و صممت العزم على الاقلاع عن الصوم الكتابي بمجرد ما انتهى اللقاء الحبي بين اسود الاطلس و اسود التيرانغا .
بدون اسهاب و اظناب ادخل في صوب الموضوع و اريد ان اركز على نقطة مهمة جدا لا غير لن ادخل في التفاصيل
فالاعضاء بحسهم و ثقافتهم الكروية حللوا اطوار اللقاء كل من وجهة نظره لكن دعوني ان اركز على اسم واحد وهو
الداهية ايريك غيريتس ... هدا المدرب الدي نسج له شهرة و مشوار عالمي في ظرف وجيز عرف كيف يستثمر خبرته
كلاعب سابق و مدرب عادي مع بعض الفرق الاوربية و بحسه و ذكائه انتقى الفترة الفاصلة بين تدريب الفرق و تدريب
منتخبا عالميا و بالفعل استغل ظرفية المنتخب المغربي المتهالك و السقيم بجميع العلل و ارتاى لنفسه ان يخوض تجربة
هي الاولى في مساره التدريبي و تغاضى عن اغراءات الخليج و الامراء وركب التحدي مع منتخب تهاوت اسهمه في بورصة
الفيفا ... لكن لكي تكون مغامرا مجازفا بمسيرتك و مشوارك فلابد ان تتوفر على شخصية قوية كارزماتية مختلفة
عن الاخرين.
هدا هو ايريك غيريتس صاحب اللحية البيضاء و الشيب الدي يعلو رأسه ابى الا ان يخوض تحديا من نوع اخر وهو ادرى
بما يفعل و حتما يثق في نفسه فطريق العالمية سهلة و صعبة في نفس الوقت.
لن اخفيكم سرا ان قلت لكم ان هدا المدرب بطباعه و قوة شخصيته يميل الى المدرب العالمي مورينيو لكن يختلف عن الاخير
بهدوء اعصابه و احترامه للاخرين وعدم الاكثرات بما تجود به قريحة الصحافيين...
واول قرار جريئ اتخده الداهية غيريتس هو ابعاده للنجم المغبون الحمداوي الدي عانى امام ديبوير ولم ينادي عليه
في لقاء حاسم بعنابة ..تم القرار الجريئ الثاني هو الاحتفاظ بالشماخ كورقة فعالة في جبهة هجوم المنتخب
رغم انه كان حبيس الاحتياط مع المدفعجية..رغم معارضة مجموعة من الجماهير و الصحافيين.. لكن..
ثم اتى الدور على الموهبة الفذة عادل تاعرابت و لطيش الشباب و بهفوة في لحظة الغضب نزلت علية غضبة اخرى
من هدا المدرب الدي ابعده عن المنتخب الى اشعار اخر و النتيجة ...
اداء جميل في عنابة رغم كيد الكائدين و مبارة ولااروع في مراكش لن ينساها الصغير قبل الكبير...
واخيرا وليس اخرا الشهد المقدم الى الشعب المغربي قبيل ساعة الافطار و الفوز المستحق على السينغال في عقر دارها
هدا المنتخب الدي نفض عنه الغبار وعاد الى توهج مونديال 2002 حار في امر هدا المنتخب المغربي العائد بقوة.
لن يجادلني اثنان في كون هدا المدرب اصبح ينقش اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية والايام القادمة
كفيلة ان تبرهن لنا هده المزاعم و الاطروحات.
ما يشد انتباهي في غيريتس انه يتحكم في المجموعة بيد من حديد و لايتأثر بالنجم الاوحد بقدر ما يؤمن بالانضباظ
والالتزام التام ويؤمن بافكاره التي يطبقها على ارض الواقع .. وفي نظرة موجزة للقاء الجزائر و لقاء اليوم هو
تواجد تشابه تام بين الخطط التي طبقها في المباريتين حيث يعتمد على تحصين الدفاع و تنظيمه بشكل جيد و كدلك
تحصين خط الوسط بلاعبين للاسترداد و اجنحة طائرة تساعد المهاجمين .. واعتماد تكتيك الكرة القصيرة بين اثنين او ثلات
لاعبين للوصول الى المرمى بشكل سهل و سلس وتحكم في هدا التكتيك لغياب العملاق الشماخ...
لن اطيل عليكم كثيرا وادع الحكم للاعضاء عن مميزات هدا المدرب
هل اتضحت لمسته في المنتخب؟؟
هل هي نتائج عرضية اتت مع الصدفة؟؟
هل انتم مع بعض القرارات الجريئة التي يتخدها المدرب في حق اللاعبين؟؟؟